رام الله-نقلا عن معا- أعلنت الشركة الفلسطينية للخدمات التجارية، الذراع الاستثماري لصندوق الاستثمار الفلسطيني في قطاع الصناعات الإنشائية، نيتها إنشاء مصنع فلسطيني متكامل لإنتاج الإسمنت في الضفة الغربية، على أن يكون جاهزاً لتوفير مادة الإسمنت للسوق الفلسطينية خلال الأعوام الأربع المقبلة، وذلك عقب طرح الشركة نهاية العام الماضي عطاء لإعداد دراسة متكاملة لإنشاء أول مصنع إسمنت في فلسطين.

حيث قامت الشركة خلال الأسبوع الماضي، ومن خلال لجنة دولية ومحلية، بفتح العطاءات المقدمة من شركات مختصة في بناء وإنشاء مصانع الإسمنت. حيث كان من ضمن شروط العطاء أن تتمتع تلك الشركات بالكفاءة والمهنية، وتكون قادرة على تنفيذ الدراسة بكل ما تتضمنها من مراحل إعداد دراسات الجدوى من الناحية السوقية والمالية، وقادرة على تقديم تقديرات لمدى توفر المواد الخام لتصنيع منتجات الإسمنت، ومدى توفر الطاقة لتشغيل المصنع والتي تمثل التحدي الأكبر، إضافة إلى مقدرتها على توضيح المعيقات اللوجستية أمام إنشاء المصنع والمتمثلة في مدى سهولة نقل البضائع بين المدن.
ويقول السيد لؤي قواس، مدير عام الشركة: "تم فتح العطاءات المقدمة من الشركات المهتمة بتنفيذ الدراسة الأسبوع الماضي، على أن تنتهي الشركة التي تمت ترسية العطاء عليها من الدراسة خلال 6 أشهر من تاريخ ترسيته، ليتم البدء بعدها بتنفيذ نتائج الدراسة من قبل الخدمات التجارية."
وحول أهمية إنشاء المصنع، يقول قواس: "لقد بادرت الشركة الفلسطينية للخدمات التجارية بهذا التوجه، من منطلق أهمية تعزيز مبدأ السيادة الفلسطينية على الأرض، من خلال أن يكون للفلسطينيين مصنع فلسيطيني يوفر الإسمنت، بدلا من استيراده من إسرائيل والدول الأخرى، ولتجنب الإشكاليات التي قد تقع، خاصة وأن الاسمنت تعتبر إحدى أهم المواد الإنتاجية الحيوية في الصناعات الإنشائية، ونظرا لأن السوق الفلسطيني يتسم بارتفاع الطلب على الاسمنت بسبب كونه أحد مدخلات أعمال التطوير العقاري ومشاريع البنية التحتية، وهذا أمر طبيعي."
وأوضح قواس: أن استراتيجية الشركة تسير بالتوازي مع طموحات شعبنا الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، الأمر الذي يحتم علينا بذل كافة الجهود من أجل تعزيز السيادة الفلسطينية في مختلف مدخلات الاقتصاد الوطني بما يضمن استقلالية قرارنا الاقتصادي، ويدفع بعجلة النمو الاقتصادي قدماً. وأكد أن الشركة تعمل على بناء استراتيجية جديدة، سترى النور خلال الشهر الجاري، تهدف إلى تلبية احتياجات السوق الفلسطينية من الاسمنت ومواد البناء المرافقة، والاحتياجات الإنشائية والصناعية، بثبات زمني بغض النظر عن الظروف، وهذا ما ستركز عليه الشركة خلال استراتيجية عملها عام 2014.
من جهة ثانية، أوضح قواس أن الشركة تعمل على توطيد العلاقة مع زبائنها بشتى الطرق المتاحة، سواء من خلال الزيارات الميدانية، وعقد اللقاءات الدورية، للتعرف على احتياجات الزبائن وتطوير آلية عمل الشركة وخدماتها بما يؤدي في نهاية المطاف إلى النهوض بقطاع الصناعات الإنشائية في فلسطين.
يذكر أن الشركة الفلسطينية للخدمات التجارية (PCSC) تأسست عام 1994 وذلك بهدف تلبية كافة احتياجات السوق الفلسطيني من مادة الاسمنت بكافة أنواعه وتعمل الشركة على تطوير قطاع الصناعات الإنشائية التي تشكل إحدى دعائم التنمية الاقتصادية في فلسطين.